والأحاديث الواردة في خير الأعمال جاءت متعارضة صورة، فينبغي التوفيق بينها بحمل: خير أعمالكم، على معنى: من خير أعمالكم؛ كما يدل عليه حديث ابن عمر. انتهى.
قوله:"ولا يحافظ على الوضوء" أي: في أوقاته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة" حين قالوا له: ألا نأتيك بوضوء؟ وقد خرج من الخلاء وقُرِّب إليه الطعام. رواه أصحاب السنن وغيرهم.
أو على الدوام، وتركه لبيان الجواز؛ لئلا يلتبس النفل بالفرض، والبيان عليه واجب، فالترك في حقه خير من الوضوء؛ فإن غايته أن يكون مندوبًا.
قوله:"إلا مؤمن" فإن الظاهر عنوان الباطن، فطهارة الظاهر؛ دليل على طهارة الباطن، سيما الوضوء على المكاره، كما في أيام البرد.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف" رقم (٨٩٢٣)، ولكنه صحيح؛ لأن له شواهد كحديث ثوبان، وقد أخرجه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" من هذا الوجه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص.
فالحديث: صحيح المتن، ضعيف المسند، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث ثوبان.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي أمامة رضي الله عنه، فقال:
(١٣) -٢٧٧ - (٣)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن