للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا، وَلكِنْ سَيَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِي بَعْضِ مَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْضَى بِهَا،

===

الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادة الصنم، ولا يرد على هذا؛ مثل أصحاب مسيلمة ومانعي الزكاة وغيرهم ممن ارتد؛ لأنهم لم يعبدوا الصنم.

ويحتمل معنى آخر: وهو أنه أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن المصلين من أمتي لا يجمعون بين الصلاة وعبادة الشيطان؛ كما فعلته اليهود والنصارى.

ولك أن تقول: معنى الحديث: إن الشيطان أيس من أن يتبدل دين الإسلام، ويظهر الإشراك ويستمر ويصير الأمر كما كان من قبل، ولا ينافيه ارتداد من ارتد، بل لو عبد الأصنام أيضًا .. لم يضر في المقصود، فافهم، كذا في "اللمعات" مع زيادة؛ أي: أيس أن يعبد (في بلدكم هذا أبدًا) أي: في الأزمنة المستقبلة، وفي رواية الترمذي: (في بلدكم هذه) أي: مكة وما حولها من جزيرة العرب (ولكن سيكون له) أي: للشيطان (طاعة) أي: امتثال وموافقة (في بعض ما تحتقرون) أي: في بعض ما تعدونه حقيرًا وخفيفًا ويسيرًا (من أعمالكم) أي: دون الكفر؛ من القتل والنهب ونحوهما من الكبائر وتحقير الصغائر.

(فيرضى) الشيطان بالبناء للفاعل (بها) أي: بطاعتكم له في بعض أعمالكم مما تعدونه حقيرًا؛ حيث لم يحصل له منكم الذنب الأكبر، ولهذا ترى المعاصي - من الكذب والخيانة ونحوهما - توجد كثيرًا في المسلمين، وقليلًا في الكافرين؛ لأنه قد رضي من الكفار بالكفر، فلا يوسوس لهم في الجزئيات، وحيث لا يرضى من المسلمين بالكفر، فيرميهم في المعاصي،

<<  <  ج: ص:  >  >>