(قال) جبير بن مطعم: (قام) فينا (رسول الله صلى الله عليه وسلم) خطيبًا (بالخيف من منىً) والخيف - بفتح فسكون -: الموضع المرتفع من مجرى السيل المنحدر من غلظ الجبل، ومسجد منىً يسمى مسجد الخيف؛ لأنه في سفح جبلها.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته: (نضر الله) سبحانه، قال التوربشتي: النضرة: الحسن والرونق، يتعدى ولا يتعدى، وروي مخففًا ومشددًا، وقال النووي: التشديد أكثر، وقال الأبهري: روى أبو عبيدة بالتخفيف، قال: هو لازم ومتعد، ورواه الأصمعي، وقال: المخفف لازم والتشديد للتعدية، وعلى الأول للتكثير والمبالغة. انتهى.
أي: خص الله بالبهجة والسرور (امرأً سمع مقالتي) فحفظها؛ كما في بعض الرواية؛ أي: بالقلب أو بالكتابة (فبلغها) كما سمعها؛ كما في بعض الرواية؛ أي: من غير زيادة ولا نقصان؛ لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا، ونعَّمه في الآخرة، حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة.
ثم قيل: إنه إخبار؛ يعني: جعله ذا نضرة، وقيل: دعاء له بالنضرة؛ وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة (فرب حامل فقه) أي: حامل علم وحافظه، والفاء فيه معللة لما يفهم من الحديث؛ أي: أن التبليغ مطلوب؛ لأنه رب حامل فقه وحديث غير فقيه معناه، فيبلغه إلى من يعلمه.
(غير فقيه) بالرفع على المحل والجر على اللفظ؛ أي: غير عالم معناه،