فيبلغه إلى فقيه (ورب حامل فقه) فقيه، فيبلغه (إلى من هو أفقه منه) أي: فرب حامل قد يكون فقيهًا ولم يكن أفقه، فيحفظه ويبلغه إلى من هو أفقه منه، فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل، أو إلى من يصير أفقه منه، وهذا إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه.
قال الطيبي: قوله: "فرب حامل ... " إلى آخره .. هو صفة لمدخول (رب)، استغني بها عن جوابها؛ أي: رب امرئ حامل فقه أداه إلى من هو أفقه منه.
قوله:"فرب حامل فقه غير فقيه" بين به أن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه، إنما شرطه: الحفظ، وعلى الفقيه: التفهم والتدبر، قاله المناوي.
(ثلاث) خصال، سوغ الابتداء بالنكرة إضافته إلى مقدر؛ كما قدرناه، أو الوصف به؛ أي: ثلاث من الخصال.
والخبر جملة قوله:(لا يغل) - بكسر الغين المعجمة واللام المشددة - على المشهور، وضم الياء؛ من أغل الرباعي؛ إذا خان، أو فتحها؛ من غل الثلاثي؛ إذا صار ذا حقد وعداوة.
و(عليهن) حال مقدمة على صاحبها؛ وهو قوله:(قلب مؤمن) وهو فاعل يغل؛ أي: ثلاث خصال لا يوصف قلمب امرئ مؤمن بالغل والغش والخيانة والحقد والعداوة، حالة كونه كائنًا عليهن؛ أي: ما دام مستمرًا على تلك الثلاث؛ أي: لا يدخل في قلبه خيانة أو حقد يمنعه من تبليغ العلم، فينبغي له الثبات على تلك الثلاث؛ حتى لا يمنعه شيء من الغل والحقد من التبليغ، وبهذا ظهر مناسبة هذه الجملة لما قبلها. انتهى "سندي".