للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ".

===

أحدها: (إخلاص العمل لله) أي: جعْل العمل من التبليغ وغيره مخلصًا لله تعالى لا لغرض دنيوي؛ كالمال والمحمدة والسمعة والرياء.

ومعنى الإخلاص: تصفية العمل للخالق عن ملاحظة المخلوق.

(و) الثاني: (النصيحة لولاة المسلمين) وأمرائهم وملوكهم بالسمع والطاعة ما لم يأمروا بمعصية تعالى؛ والنصح: هو إرادة الخير للغير.

والمعنى: والنصح للمسلمين حتى لولاتهم، ويكفي في إرادة النصح للولاة إرادته لكل أحد من الرعية؛ لأن فساد الرعية يتعدى آثاره إليهم، ويؤخذ من هذا أن رئيس الأئمة هو النبي صلى الله عليه وسلم، ونصحه مطلوب بهذا الحديث أولًا، ويتضمن نصحه بالتبليغ النصح لتمام أمته صلى الله عليه وسلم. انتهى "سندي".

(و) الثالث: (لزوم جماعتهم) أي: موافقتهم في أمور الدين؛ بترك الابتداع من التشيع والاعتزال وغيرهما، وترك المخالفة في شؤون الدنيا؛ بشهر السلاح عليهم؛ لقطع الطريق وأخذ الأموال ونهبها.

والفاء في قوله: (فإن دعوتهم) للتعليل؛ أي: وإنما أمر بلزوم الجماعة؛ لأن دعوة المسلمين لربهم (تحيط) بهم (من ورائهم) وتحفظهم من شرور الدنيا والآخرة؛ كإحاطة السور بالبلدة، فيكون أهل البلدة محفوظًا من شر الأعداء ومن شر السباع، ومن كل طارق بالليل.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وقد سبق في أول الكتاب مشروحًا في المقدمة، في باب من بلغ علمًا رقم (١٨) حديث رقم (٢٢٨ - ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>