وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله من الثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر طواف الزيارة) أي: طواف الإفاضة من يوم النحر (إلى الليل) أي: إلى الليل الأول من أيام التشريق، فطاف في الليل، وهذا ظاهر معنى هذا الحديث، وهو بهذا المعنى شاذ ضعيف، وإن كان سنده صحيحًا.
قال ابن القطان الفاسي: هذا الحديث مخالف لما رواه ابن عمر وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طاف يوم النحر نهارًا. انتهى.
قلت: روى الشيخان عن ابن عمر أن رسول الله أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنىً، وروى مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف فنحر، ثم ركب فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر.
وقد أشار الإمام البخاري في "صحيحه" إلى الجمع بين الأحاديث بأن يحمل حديث ابن عمر وجابر على اليوم الأول، وحديث ابن عباس وعائشة هذا على بقية الأيام، قال البخاري في "صحيحه": باب الزيارة يوم النحر.
وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس: آخر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل، ويذكر عن أبي حسان عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منىً، وقال لنا أبو نعيم: حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه طاف طوافًا واحدًا، ثم أتى منىً؛ يعني: يوم النحر، ورفعه عبد الرزاق قال: حدثنا عبيد الله، ثم ذكر البخاري حديث أبي سلمة أن عائشة قالت: حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأفضنا يوم النحر ... الحديث، قال الحافظ في "الفتح": ولرواية أبي حسان شاهد مرسل، أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة، حدثنا ابن طاووس عن أبيه أن