للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْكَعْبَةَ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ شَيْبَةَ فَأَغْلَقُوهَا عَلَيْهِمْ مِنْ دَاخِلٍ،

===

رواية مسلم: (عام الفتح) وليس محرمًا، وأما في حجة الوداع .. فلم يدخلها؛ لأن دخول البيت ليس من الحج؛ أي: دخل (الكعبة) المشرفة - شرفها الله تعالى بكثرة زوارها - (و) الحال أن (معه) صلى الله عليه وسلم (بلالَ) بن رباح المؤذِّن (وعثمان بن شيبة) بن أبي طلحة، وفي رواية مسلم: (ومعه عثمان بن طلحة) بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، فالعثمانان ابنا عم، وشيبة وطلحة أخوان، وبنوه يعرفون الآن بالشيبيين؛ نسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وهو ابن عم عثمان هذا لا ولده، وله أيضًا صحبة، وفي رواية مسلم زيادة: (أسامة بن زيد) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواية حديث ابن ماجه: (فأَغْلَقُوها) أي: أَغْلَقُوا بابَ الكعبة (عليهم) أي: على أنفسهم (مِن دَاخلٍ) لئلا يَدْخُلَ النَّاسُ عليهم فيزدحموا عليه صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية مسلم: (فأَغْلَقَها عليه) أي: فأَغْلَقَ الكعبةَ مِن داخلِها عثمانُ بن شيبة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لئلَّا يَزْدَحِمَ النَّاسُ عليه.

وفي "الموطأ": (فأَغْلَقَاهَا علَيْهِ) والضميرُ يعودُ إلى عثمان وبلال، وفي رواية ابن ماجه: (فأغلقوها عليهم) كما مرَّ، قال الحافظ: والجمع بين هذه الروايات: أن عثمان هو المباشر لذلك؛ لأنه من وظيفته؛ كما في رواية مسلم، ولعلَّ بلالًا ساعَدَه في ذلك؛ كما في رواية "الموطأ".

وأما روايةُ ابن ماجه .. فأُدْخِلَتْ فيها الآمرُ؛ وهو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، والمباشِرُ؛ وهو عثمان، والرَّاضِي بذلك؛ وهو بلال.

وأما الحكمة في إغلاق الباب .. فقال بعض العلماء: يحتمل أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>