للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ.

===

تلزم، وإنما فيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا؛ فقول عائشة ليس نزول الأبطح بسنة، وقول ابن عباس: ليس التحصيب بشيء .. إنما يعنيان: أنه ليس من المناسك التي يلزم بتركها دم ولا غيره.

قالت عائشة: (إنما نزله) أي: إنما نزل المحصب (رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليكون) نزوله فيه (أسمح) وأسهل (لخروجه) من مكة إلى المدينة إذا أراد الخروج راجعًا إلى المدينة، وتوجهه إليها؛ ليستوي في ذلك البطيء والمعتدل، ويكون مبيتهم وقيامهم في السحر ورحيلهم بأجمعهم إلى المدينة.

وقال الطيبي: لأنه كان يترك فيه ثقله ومتاعه؛ أي: كان نزوله بالأبطح؛ ليترك ثقله ومتاعه هناك، ويدخل مكة فيكون خروجه منها إلى المدينة أسهل.

قال القاري: وفيه أنه لا ينافيه قصد النزول به للمعنى الذي نواه من تذكر نعمه سبحانه عليه عند مقايسة نزوله به الآن إلى حاله قبل ذلك؛ أعني: حال انحصاره من الكفار في ذات الله تعالى، وهذا أمر يرجع إلى معنى العبادة، ثم هذه النعمة التي شملته من النصر والاقتدار على إقامة التوحيد، وتقرير قواعد الوضع الإلهي الذي دعا الله تعالى إليه عباده؛ لينتفعوا به في دنياهم ومعادهم .. لا شك في أنها النعمة العظمى على أمته؛ لأنهم مظاهر بالمقصود من ذلك المؤيد، وكل واحد منهم جدير بتفكرها والشكر عليها، فكان سنةً في حقهم، ولهذا حصب الخلفاء الراشدون فيه. كذا في "شرح المشكاة".

وشارك المؤلف في حديث أبي بكر بن أبي شيبة: مسلم؛ أخرجه في كتاب الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>