للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"عَقْرَى حَلْقَى، مَا أُرَاهَا إِلَّا حَابِسَتَنَا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّهَا قَدْ طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: "فَلَا إِذًا، مُرُوهَا فَلْتَنْفِرْ".

===

(عقرى) أي: عقرها الله عقرًا وجرحها جرحًا (حلقى) أي: أصابها الله بداء الحلق، أو حلق شعرها.

قال السندي: قال ذلك على ظن أنها أخرت الإفاضة، وليس هذا لذم الحيض، والله تعالى أعلم (ما أراها) وأظنها (إلا حابستنا) أي: مانعتنا من النفر والسفر إن لم تطف طواف الإفاضة، قالت عائشة: (فقلت) له: (يا رسول الله؛ إنها قد طافت) طواف الإفاضة (يوم النحر) أي: في يوم العيد معنا، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا) تحبسنا من السفر (إذًا) أي: إذا طافت طواف الإفاضة؛ لأن طواف الوداع يسقط بالحيض (مروها) أي: مروا صفية أيها الحاضرون عندها بالسفر (فلتنفر) أي: فلتخرج معنا من مكة إلى المدينة راجعة إلى منزلها؛ لأن طواف الوداع سقط عنها بالحيض.

قوله: "عقرى حلقى" قال الطيبي رحمه الله تعالى: هكذا روي على وزن فعلى بلا تنوين، والظاهر: عقرًا وحلقًا بالتنوين؛ أي: عقرها الله عقرًا، وحلقها الله حلقًا؛ يعني: قتلها وجرحها، أو أصاب حلقها وجع، وهذا دعاء لا يراد وقوعه، بل عادة العرب التكلم بمثله على سبيل التلطف، وقيل: صفتان للمرأة؛ يعني: أنها تحلق قومها وتعقرهم؛ أي: تستأصلهم من شؤمها. انتهى.

وقيل: إنهما مصدران؛ والعقر: الجرح والقتل وقطع العصب؛ والحلق: إصابة وجع في الحلق، أو الضرب على الحلق، أو الحلق في شعر الرأس؛ لأنهن يفعلن ذلك عند شدة المصيبة، وحقهما: أن ينونا، لكن أبدل التنوين بالألف؛ إجراء للوصل مجرى الوقف. انتهى.

وفيه أنه لا يساعده رسمهما بالياء، وقيل: إنهما تأنيث فعلان؛ أي: جعلها

<<  <  ج: ص:  >  >>