الصلاة؛ يعني: لا ينوي بخروجه إلا الصلاة، من (نهز) بالزاي؛ كمنع؛ أي: لا يدفعه ولا يخرجه من بيته إلا الصلاة، والجملة حال من فاعل (أتى).
وقوله:(لم يخط خطوة) -بفتح الخاء المعجمة- للمرة؛ كجلسة، وهو من باب (دعا)، يقال: خطأ بقدمه خطوة- بالفتح- إذا نقلها من موضع إلى آخر، والخطوة بضم الخاء: ما بين القدمين؛ أي: لم ينقل قدمه في مشيه من موضع إلى آخر. . (إلا رفعه الله عز وجل) أي: رفع ذلك المتوضئ الماشي إلى المسجد (بها) أي: بسبب تلك الخطوة (درجة) أي: منزلة من منازل الآخرة، (وحطَّ) أي: أقال، وأسقط (عنه) أي: عن ذلك المتوضئ (بها) أي: بسبب تلك الخطوة (خطيئة) أي: سيئة، وقوله:(حتى يدخل المسجد) غاية لقوله: "لم يخط خطوة".
والمعنى: إلا كُتب له بكل خطوة من خطواته حسنة، وغُفر له بها سيئة، والمراد بالخطيئة هنا: الصغائر.
قال السندي: ذكر هذا الحديث في فضائل الطهارة؛ لما فيه من ترتيب الأجر على إحسان الوضوء، وإلا. . فالحديث بفضائل المشي إلى المسجد. . أولى، وسنذكره في باب (المشي إلى الصلاة)، إن شاء الله تعالى.
قال النووي: قوله: "لا ينهزه إلا الصلاة" -بفتحتين بينهما نون ساكنة- من باب (فتح)، ومعناه: لا يدفعه وينهضه ويحركه إلا الصلاة، يقال: نهزت الرجل أنهزه، إذا دفعته، ونهز رأسه، إذا حركها، قال صاحب "المطالع": وضبطه بعضهم: ينهزه -بضم الياء- من (أنهز) الرباعي، وهو خطأ، ثم قال: وقيل: هي لغة.