للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَا كُنْتُ أُرَى الْجُهْدَ بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى، أَتَجِدُ شَاةً؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} قَالَ: فَالصَّوْمُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ؛ لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ.

===

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كنت أُرى) -بضم الهمزة- أي: أظن أن (الجهد) والمشقة (بلغ منك ما أرى) -بفتح الهمزة- أي: أبصر منك الآن؛ أي: ما كنت أظن أن الجهد والمشقة وصل بك إلى ما أبصر منك الآن.

قال الحافظ ابن حجر: "أُرى" الأولى -بضم الهمزة- بمعنى الظن، والثانية: بفتح الهمزة من الرؤية بصرية، والجهد بفتح الجيم وسكون الهاء: المشقة والتعب.

ثم قال لي: (أتجد) أي: هل تجد (شاةً) تذبح إذا حلقت شعرك؟ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (لا) أجد شاة (قال) كعب: (فنزلت) فيَّ وفي أمثالي (هذه الآية) يعني قوله: ({فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}) (١).

(قال) كعب: (فالصوم) أي: فصوم فدية الحلق (ثلاثة أيام؛ والصدقة): هي أن تتصدق بثلاثة آصع (على ستة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من طعام) غالب قوت البلد (والنسك): هو ذبح (شاة) وتوزيع لحمها.

قوله: "أتجد شاةً؟ " ليس المراد بهذا السؤال: أن الصوم لا يجزئ إلا لعادم النسك، بل هو محمول على أنه سأل عن النسك؛ فإن وجده .. أخبره بأنه مخير بينه وبين الصيام والإطعام، وإن عدمه .. فهو مخير بين الصيام والإطعام. انتهى "نووي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المحصر، باب


(١) سورة البقرة: (١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>