قوله:"والكلب العقور" اختلف في المراد بالكلب العقور:
فروى سعيد بن منصور عن أبي هريرة بإسناد حسن؛ كما قال الحافظ: إنه الأسد، وعن زيد بن أسلم أنه قال: وأي كلب أعقر من الحية؟ !
وقال زفر: المراد به هنا: الذئب خاصة.
وقال في "الموطأ": كل ما عقر الناس وعدا عليهم وأخافهم؛ كالأسد والنمر والفهد والذئب .. فهو عقور، وكذا نقل أبو عبيد عن سفيان، وهو قول الجمهور.
وقال أَبُو حنيفةَ: المراد به هنا: الكلب خاصة ولا يلتحق به في هذا الحكم سوى الذئب. انتهى من "العون".
(فقيل له) أي: لأبي سعيد الخدري، ولم أر من ذكر اسم هذا القائل:(لم قيل لها) أي: للفأرة (الفويسقة) ولم سميت بها؛ (قال) أبو سعيد في جواب السائل: (لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ لها) أي: للنظر إليها؛ لأنها كانت في عادتها تفسد في البيت ليلًا، وقد ترك الشمعة موقدة، فرآها (وقد أخذت الفتيلة) أي: فتيلة الشمعة وخيطها (لتحرق بها) أي: بنار الفتيلة (البيت) فسميت لذلك فويسقة؛ لأنها خرجت عن عادة سائر الدواب الخمس بهذا الإفساد، فسميت بذلك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب المناسك، باب ما يقتل المحرم من الدواب، والترمذي في كتاب الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم.