للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "أَنْبَأَنَا الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ حِمَارَ وَحْشٍ

===

(قال) ابن عباس: (أنبأنا الصعب) بفتح أوله وسكون المهملة (ابن جثامة) - بفتح الجيم وتشديد المثلثة - الليثي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات في خلافة أبي بكر الصديق على ما قيل، والأصح أنه عاش إلى خلافة عثمان رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه: (ع).

وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.

(قال) الصعب: (مر بي) أي: مر علي (رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا) نازل (بالأبواء) - بفتح الهمزة وسكون الموحدة - قرية أو جبل من عمل الفُرْع - بضم الفاء وبعدها راء وعين مهملة - بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا، قيل: سمي بالأبواء؛ لوبائه وهو على القلب المكاني، وإلا لقيل: (بالأوباء) بدل (بالأبواء)، وقيل: لأن السيول تتبوءه؛ أي: تحله.

(أو) قال الصعب: أنا نازل (بودان) والشك من ابن عباس - وهو بفتح الواو وتشديد الدال آخره نون - موضع بقرب الجحفة، بينه وبين الجحفة ثمانية أميال، وبالشك جزم أكثر الرواة، وجزم ابن إسحاق وصالح بن كيسان عن الزهري بودان، وجزم معمر وعبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عمر بالأبواء، والذي يظهر لي أن الشك فيه من ابن عباس؛ لأن الطبراني أخرج الحديث من طريق عطاء عنه على الشك أيضًا، قاله الحافظ رحمه الله تعالى.

وفي "أسد الغابة": كان الصعب ينزل ودان والأبواء من أرض الحجاز، ومر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له حمارًا وحشيًّا؛ كما قال: (فأهديت له) صلى الله عليه وسلم (حمار وحش) بالإضافة، ويقال: حمارًا

<<  <  ج: ص:  >  >>