المعلق في عنقه؛ ليكون علامةً على كونه هديًا؛ فالمراد بنعله: ما علق بعنقه من الأمدسة - جمع مداس على غير القياس -؛ ليكون علامةً على كونه هديًا، لا نعل رجله.
والنعل: اسم لما وقيت به القدم من الأرض، ليس خاصًّا بما وقي به حافر البدنة؛ أي: اغمسه واطرحه (في دمه) الذي سال منه عند النحر (ثم اضرب) واجعل ذلك النعل الملطخ بدمه وضعه على (صفحته) أي: على جانب سنامه؛ لئلا يأكل منها الأغنياء؛ أي: ليعلم من مر به أنه هدي، فيأكله من يستحقه من الفقراء، ويتركه من لا يستحقه من الأغنياء، وقيل: على صفحة عنقه؛ كما قاله القرطبي فيما مر.
(وخل بينه) أي: واخرج من بين ذلك الهدي الذي نحرته (وبين الناس، فليأكلوه) أي: لا تمنعهم عن أكله، ولا تأكل أنت ورفقتك منها شيئًا.
وبظاهر هذا النهي قال ابن عباس، واختاره ابن المنذر، فقالا: لا يأكل منه سائقه ولا أحد من أهل رفقته.
وقال مالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي ومن تبعهم: لا يأكل منه سائقه، ويخلي بينه وبين الناس يأكلونه، وروي عن ابن عمر: أنه كان يرى الأكل منه، وعلى قول المانعين؛ فإن أكل منه .. ضمنه عند مالك وغيره. انتهى من "المفهم" باختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الحج، باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب في الهدي إذا عطب في الطريق قبل أن يبلغ محله، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء إذا عطب الهدي ماذا يصنع به.