(أهل المدينة) وسُكَّانَها (بسوء) أي: بِشَرٍّ في الأنْفُس؛ كالقتال، أو في الأموال؛ كأخذ أموالهم بالنَّهْبِ أو الغصبِ أو السرقةِ .. (أذابه الله) تعالى؛ أذاب الله قَلْبَهُ وجِسْمَهُ معنىً بإِلقاءِ الرعب والخوف في قلبه (كما يذوب الملح) المطروحُ (في الماء) فلا يَتِمُّ له مرادُه ولا قصدُه، وكفاهم الله تعالى من شر من قصدهم؛ كما ألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان، وفي قلوب المشركين حين قصدوا استئصال أهل المدينة بعد غزوة أحد بالرجوع إليهم من طريق مكة بعد وصولهم حمراء الأسد.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٦٨) - ٣٠٦٢ - (٥)(حدثنا هناد بن السري) - بكسر الراء الخفيفة - ابن مصعب التميمي أبو السري الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (٢٤٣ هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا عبدة) بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي، ثقة ثبت، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (١٨٧ هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم المدني إمام المغازي،