وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو مختلف فيه.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي .. اشترى كبشين عظيمين) أي: جسيمين (سمينين) أي: طيبين في اللحم (أقرنين) أي: طويلي القرن (أملحين) أي: حسنين في اللون (موجوءين) تثنية موجوء، اسم مفعول؛ من وجأ، مهموز اللام، ورُوي بإثباتِ الهمزة، وقَلْبِها ياءً ثم قَلْبِ الواو ياءً وإدغامِها فيها كمَرْميٍّ؛ أي: مَنْزُوعتَين، قد نُزعَ عِرْقُ الأنثيين مِنْهُما؛ وذلك أسمن لهما. انتهى "سندي".
ومعنى موجوءين: أي: خَصِيَّيْنِ.
(فذبح أحدهما عن أمته) أي: (لمن شهد لله بالتوحيد) أي: بالوحدانية (وشهد له) أي: لمحمد صلى الله عليه وسلم (بالبلاغ) أي: بتبليغ الشريعة إلى الأمة؛ والمراد: شهد له بالرسالة.
(وذبح الآخر) من الكبشين (عن محمد وآل محمد) أي: أهل بيته (صلى الله عليه وسلم).
قال الخطابي: وفي هذا الحديث دليل على أن الخصي في الضحايا غير مكروه، وقد كرهه بعض أهل العلم؛ لنقص العضو، وهذا النقص ليس بعيب؛ لأن الخصاء يزيد اللحم طيبًا، وينفي فيه الزهومة وسوء الرائحة. انتهى من "العون".