للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا لِلْمَسَاكِينِ.

===

من الثانية، مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين (٨٣ هـ). يروي عنه: (ع).

(أخبره) أي: أخبر مجاهدًا (أن علي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنه (أخبره) أي: أخبر ابن أبي ليلئ.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره) أي: أمر عليًّا (أن يقسم بدنه) صلى الله عليه وسلم؛ أي: أمر عليًّا أن يَقْسِمَ نيابة ووكالةً عنه صلى الله عليه وسلم بدنه التي أتى بها هديًا إلى مكة (كلها) أي: جميعها، وقوله: (كلها) توكيد للبدن.

وقوله: (لحومها) بدل من البدن بدل بعض من كل، وقوله: (وجلودها وجلالها) معطوفان على اللحوم، وقوله: (للمساكين) متعلق بيقسم؛ أي: يقسم ويوزع جميع ما ذكر بين مساكين الحرم وفقرائه القاطنين والمقيمين والمسافرين، واللام بمعنى: بين، قال السندي: قوله: (بدنه) - بضم أوله وسكون ثانيه - جمع بدنة.

قال أهل اللغة: سميت بدنة؛ لعظم بدنها، وتطلق على الذكر والأنثى، وتطلق على الإبل والبقر والغنم، هذا قول أكثر أهل اللغة، ولكن معظم استعمالها في الأحاديث والفقه في الإبل خاصة.

قوله: (وجلالها) جمع جُلٍّ؛ والجُلُّ للدابة كالثوب للإنسان: ما يصان به ظهرها من تأثير القتب والسرج فيها.

قال ابن عبد البر - بعد أن أخرج هذا الحديث في "التمهيد" (٢/ ١١٣) -:

<<  <  ج: ص:  >  >>