(مرضاة للرب) جل جلاله -بفتح الميم وسكون الراء- والمراد: آلة توصل إلى رضا الله تعالى؛ باعتبار أن استعماله سبب لذلك، وقيل: مطهرة ومرضاة -بفتح الميم- كل منهما مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل؛ أي: مطهر للفم مرضٍ لله تعالى، أو هما باقيان على المصدرية؛ أي: سبب للطهارة والرضا، ويجوز أن يكون مرضاة بمعنى المفعول؛ أي: مُرْضٍ للرب. انتهى.
قلت: والمناسب بهذا المقام أن يُراد بالسواك استعمال العود، لا نفس العود، إما على ما قيل: إنه اسم السواك قد يُستعمل للعود أيضًا، أو على تقدير المضاف، ثم لا يخفى أن المصدر إذا كان بمعنى اسم الفاعل .. يكون بمعنى الفاعل المصوغ من ذلك المصدر، لا من غيره، فينبغي أن يكون ها هنا:(مطهرة ومرضاة) بمعنى: طاهر وراض، لا بمعنى: مطهر ومرضٍ، ولا معنى لذلك، فليُتأمل، ثم المقصود من ذلكَّ: الترغيب في استعمال السواك، وهذا ظاهر. انتهى "سندي".
(ما جاءني جبريل) عليه السلام مرة من مرات مجيئه .. (إلا) وقد (أوصاني) وأمرني (بالسواك)، وأكثر على الإيصاء به (حتى) والله؛ (لقد خشيت) وظننت (أن يفرض) السواك (عليَّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف) أي: ولولا مخافتي (أن أشق) أي: أن أدخل المشقة والتعب (على أمتي) بإيجاب السواك عليهم .. (لفرضته) أي: لفرضت وأوجبت السواك (لهم) أي: عليهم.
والمعنى: ولولا مخافتي إدخال المشقة عليهم بإيجاب السواك عليهم .. لأوجبته عليهم، ولكن خوف ذلك منعني عن إيجابه عليهم.