للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنِّي لَأَسْتَاكُ حَتَّى إِنِّي لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مَقَادِمَ فَمِي".

===

(وإني لأستاك) أي: لأدلك بالسواك فمي، وأكثر ذلك (حتى إني) والله؛ (لقد خشيت) من كثرة الاستياك (أن أُحفي) وأجرح بالسواك (مقادم فمي) أي: مقدمات فمي، وأزيل لحمها وأستأصله من أصله.

قوله: "أن أُحفي" -بضم الهمزة- من الإحفاء؛ وهو: الاستئصال، ومقادم الفم: هي الأسنان المتقدمة؛ أي: خشيت أن أُذهبها من أصلها بكثرة السواك؛ بسبب إكثار جبريل في الوصية، قيل: المراد بالمقادم: اللّثات، جمع لثة بكسر اللام وتخفيفها: ما حول الأسنان من اللحم، وهذا المعنى الأخير أقرب.

وفي "الزوائد": إسناد هذا الحديث ضعيف، ولكن أصل الجملة الثالثة ومعناها؛ وهي قوله: "ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي ... " إلى آخره .. مذكور في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة، وروى النسائي في "الصغرى" الجملة الأولى من حديث عائشة؛ وهي قوله: "تسوَّكوا؛ فإن السواك مطهرة ... " إلى آخره، وروي معنى الجملة الأخيرة؛ يعني: الثانية؛ لأنها أخيرة للجملة الأولى؛ يعني قوله: "ما جاءني جبريل ... " إلى آخره من حديث أنس.

فحينئذ فمتن الحديث: صحيح؛ لأن له شاهدًا في "الصحيحين"، وفي "النسائي"، وانفرد به ابن ماجه بروايته عن أبي أمامة.

ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وأيضًا من حديث زيد بن خالد، وقال عقبهما: صحيح، وحديث أبي هريرة أصح، قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وعلي، وعائشة، وابن عباس، وحذيفة، وأبي أيوب، وزيد بن خالد، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وأم حبيبة، وابن عمر، وأبي أمامة، وغيرهم.

وروى النسائي في "الصغرى" الجملة الأولى من حديث عائشة ١ - كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>