للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وأصل (كتب): أثبت وجمع، ومنه قوله تعالى: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} (١)؛ أي: أثبته وجمعه.

و(الإحسان) هنا بمعنى: الإحكام والإكمال والتحسين في الأعمال المشروعة، فحق من شرع في شيء منها أن يأتي به على غاية كماله، ويحافظ على آدابه المصححة والمكملة له، إذا فعل ذلك .. قُبِلَ عمله، وكَثُرَ ثوابه.

و(على) هنا بمعنى: (في) كما في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} (٢)؛ أي: في ملكه، ويقال: كان كذا على عهد فلان؛ أي: في عهده وزمانه، حكاه القتبي. انتهى "مفهم".

والمعنى: أمركم بالإحسان في كل شيء من الأعمال المشروعة؛ برعاية آدابها وشروطها (فإذا قتلتم) قصاصًا أو حدًّا؛ كما يقتل تارك الصلاة عمدًا عند الشافعي ومالك وأحمد؛ إذ لا قتل في الشرع حدًّا غير ذلك.

"فأحسنوا القتلة" - بكسر القاف - هي الرواية؛ وهي هيئة القتل، والقتلة - بالفتح - مصدر قتل المحدود، وكذلك الركبة والمشية؛ الكسر للاسم والفتح للمصدر؛ أي: فأحسنوا هيئة قتل المقتول، وصفة الإحسان فيها: اختيار أسهل الطرق وأقلها إيلامًا.

وأما قتل قطاع الطريق بالصلب، والزاني المحصن بالرجم .. فمستثنىً من هذا الحديث؛ فإن التشديد في قتلهما ورد من الشارع.

"وإذا ذبحتم" الذبيحة؛ أي: أردتم تذكية المذكاة "فأحسنوا الذبح" أي: قطع الحلقوم ونحر اللبة.


(١) سورة المجادلة: (٢٢).
(٢) سورة البقرة: (١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>