قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ} أي: ليوسوسون ({إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ})(١) الكفار.
(قال) ابن عباس في تفسير وسوسة الشياطين لهم: (كانوا) أي: كان الشياطين (يقولون) لأوليائهم الكفار: (ما ذكر عليه) أي: على ذبحه (اسم الله .. فلا تأكلوا) منه؛ أي: تعظيمًا لاسمه وتأدبًا معه؛ أي: كانوا يوسوسون إليهم أن مقتضى التعظيم لاسم الله تعالى ألا يؤكل ما ذبح باسمه تعالى، ويقولون لهم أيضًا:(وما لم يذكر اسم الله عليه .. فكلوه) لأنه لا تعظيم فيه وليس في أكله إساءة أدب (فقال الله عز وجل) ردًّا عليهم: {وَلَا تَأْكُلُوا} أيها المؤمنون ({مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}) أي: عمدًا؛ إذ الناسي حال نسيانه ليس مكلفًا، وذكر الله تعالى في قلب كل مؤمن، وأما العامد .. فلأنه لما ترك التسمية عمدًا .. فكأنه نفى ما في قلبه.
ويدخل فيه الميتة؛ لأنها مما لم يذكر اسم الله عليه، وكذا ما ذبح على اسم غير الله تعالى؛ كاللات والعزى.
{وَإِنَّهُ} أي: وإن الأكل منه أو عدم ذكر التسمية {لَفِسْقٌ} أي: لخروج إلى ما لا يحل؛ فإن من ترك التسمية عامدًا حال الذبح .. لا يحل أكل ذبيحته عند الإمام الأعظم.
واعلم: أن المشركين جادلوا المسلمين فقالوا: أتأكلون مما قتلتم ولا تأكلون مما نقتله؟ ! فأنزل الله هذه الآية، وأجاب بجواب أعم، وبنى الحرمة