للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ"، فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْم، فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبْطِ

===

ولفظ أبي داوود: (قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد الخدري) أي: لا أعلم هذا الحديث إلا أن عطاء بن يزيد أخبرني به عن أبي سعيد الخدري، وفي رواية ابن حبان الجزم بأنه عن أبي سعيد، ذكره السيوطي رحمه الله تعالى.

وهذا اللفظ في رواية محمد بن العلاء، ولفظ أبي داوود أوضح.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بغلام يسلخ شاةً) أي: ينزع الجلد عن الشاة، في "المصباح": سلخت الشاة سلخًا؛ من بابي قتل وضرب، قالوا: ولا يقال في البعير: سلخت جلده، وإنما يقال: كشطته. انتهى.

(فقال له) أي: للغلام (رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنح) أي: تباعد يا غلام عن الشاة؛ أمر من تنحى يتنحى؛ أي: تحول من مكانك (حتى أريك) وأعلمك كيفية سلخ الجلد، قال الخطابي: ومعنى (أريك): أعلمك، ومنه قوله تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} (١).

(فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده) الشريفة (بين الجلد واللحم) أي: أدخلها بينهما (فدحس بها) أي: فبالغ في إدخالها بينهما وباعدها بينهما بقوة وقهر (حتى توارت) واستترت يده كلها بينهما (إلى الإبط) وفي "الصحاح": الدحس: إدخال اليد بين جلد الشاة وصفاقها لسلخها؛ أي: أدخل يده بين الجلد واللحم بشدة وقوة، ودسها بينهما وأخفاها كفعل السلاخ، حتى


(١) سورة البقرة: (١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>