للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا وَلَا تَنْكَأُ عَدُوًّا، وَلكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ"، قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ ثُمَّ عُدْتَ! لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا.

===

أو نواة أو نحوهما بجعلها بين إصبعيه السبابتين أو الإبهام والسبابة، أو على ظهر الوسطى وباطن الإبهام.

والظاهر: أنه كان لعبًا يلعب به أهل العرب (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم في تعليل نهيه وبيان حكمته، وجملة القول أيضًا تفسير للنهي المذكور قبله: (إنها) أي: إن رمية الخذف (لا تصيد) ولا تحبس (صيدًا) ولا توقفه ولا تقتله؛ لأن الصيد إنما يصاد بقوة الرامي لا بحد الحصى، فكل ما قتل به حرام باتفاق إلا من شذ (ولا تنكأ عدوًا) أي: لا تدفع عنك عدوًا ولا تؤذيه (ولكنها) أي: ولكن رمية الخذف (تكسر السن) إذا وافقتها وأصابتها (وتفقأ العين) أي: تشدخها وتقلعها.

(قال) سعيد بن جبير: (فعاد) أي: رجع ذلك القريب إلى الخذف بعدما نهى عبد الله بن مغفل (فقال) له عبد الله: (أحدثك) أي: أخبرك أيها القريب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى) وزجر (عنه) أي: عن الخذف (ثم) بعدما حدثتك النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (عدت) ورجعت إلى الخذف! (لا أكلمك) كلمةً واحدةً ولا أكثر (أبدًا) أي: فيما بقي من أزمان حياتي؛ والأبد: ظرف يستغرق لما يستقبل من الزمان، وهذا صدر منه على وجه الزجر، لعدم انزجاره بالنهي؛ لأنه لا يحل هجران المسلم فوق ثلاثة أيام؛ كما ورد في الحديث الصحيح، والله أعلم.

قال النووي: فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة مع العلم، وأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>