(الخذف) وهو رمي الحصاة بالسبابتين (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم في بيان حكمة النهي عنه: (إنها) أي: إن رمية الخذف (لا تقتل الصيد) إذا أصابته (ولا تنكي العدو) من باب رمى؛ أي: لا تنكل بالعدو ولا تدفعه (ولكنها تفقأ العين وتكسر السن).
قوله:"ولا تنكي" من نكى ينكي؛ من باب رمى؛ من النكاية؛ وهو المبالغة في الأذى؛ أي: لا تؤذي العدو ولا تدفعه، ومنه قول بعضهم:
ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل
قوله:(ولكنها) أي: ولكن الخذفة (تفقأ العين) أي: تشدخها إن أصابتها (وتكسر السن) أي: إن أصابتها، وكرر متن الحديث؛ لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى في بعض الكلمات.
قال السندي في "النهاية": الخذف: هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، أو تتخذ مخذوفةً من خشب، ثم ترمي بها الحصاة بين إبهامك والسبابة.
قوله:(ولا تنكأ عدوًا) في "المصباح": نكأت القرحة أنكؤها؛ إذا قشرتها، ونكأت في العدو نكأً؛ لغة في نكيت فيه أنكي؛ من باب رمى، والاسم النكاية؛ إذا قتلت أو أثخنت.
قوله "وتفقأ العين" أي: تشق العين وتزيلها.
قوله أيضًا:(ولا تنكأ) بهمزة في آخره؛ من باب منع، أو بياء في آخره (تنكي) من باب ضرب؛ ونكاية العدو: إكثار الجرح فيهم. انتهى من "السندي".