للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: "إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ فِي الْأَرْض، وَإنِّي لَا أَدْرِي

===

أصابع ذلك الضب، وفي رواية للنسائي: (فجعل ينظر إليه ويقلبه).

(فقال) النبي صلى الله عليه وسلم بعدما عد أصابعه: (إن أمةً) أي: طائفةً (من بني إسرائيل مسخت) أي: قلبت (دواب) باقية (في الأرض) إلى الآن حين خالفوا أمر ربهم وقوله: (مسخت) بالبناء للمجهول.

والمسخ: قلب حقيقةٍ من الشيء؛ كالإنسان إلى شيء آخر؛ كالضب والقردة والخنازير.

قال في "مرقاة الصعود": قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: كيف يجمع بين هذا الحديث وبين ما ورد أن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، ولا يعقب له؛ أي: لا يترك نسلًا له بعده؟

والجواب: أنه صلى الله عليه وسلم كان يخبر بأشياء مجملةً ثم يتبين له؛ كما قال في الدجال: "إن يخرج وأنا فيكم .. فأنا حجيجه" ثم أُعلِم بعد ذلك أنه لا يَخْرج إلا في آخر الزمان قبل نزول عيسى عليه السلام، فَأَخْبرَ أصحابه بذلك على وَجْهه، فكذلك هذا عَلِم صلى الله عليه وسلم بالمسخ، ولم يعلَم أنَّ الممسوخ لا يعيشُ ولا يُعقِبُ له، فكان في الظن والحساب على حسب القرائنِ الظاهرةِ. انتهى، انتهى من "العون".

وعبارة السندي: يحتمل أنه قال ذلك قبل العلم بأن الممسوخ لا يبقى أكثر من ثلاثة أيام، أو امتنع من الأكل بمجرد المجانسة للممسوخ.

والحاصل: أن حديث الممسوخ لا يبقى أكثر من ثلاثة أيام .. صحيحٌ، وهذا الحديث غير صريح في البقاء؛ كما لا يخفى، وعلى تقدير أنه يقتضي البقاء .. يجب حمله على أنه قبل العلم. انتهى.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإني لا أدري) ولا أعلم أهي هي

<<  <  ج: ص:  >  >>