المشالة بلفظ التثنية -: وهو من العلم المركب من المضاف والمضاف إليه؛ نظير عبد الله، فيجري الإعراب على الجزء الأول وهو مر، والثاني مجرور أبدًا بالإضافة، وكان بالألف؛ لأنه على صورة المثنى المرفوع وليس بمثنىً حقيقةً، أو أنه جاء على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال الثلاثة، وربما سمي باللفظ الأول فقط وهو مر، وربما سمي بالثاني وهو الظهران فقط؛ لأن مر قرية ذات مياه ونخل وزروع وثمار، والظهران اسم للوادي، ومر الظهران اسم موضع قريب من مكة على مرحلة منها؛ كما مر.
قوله:(فأنفجنا) هو بنون وفاء وجيم؛ من الإنفاج؛ أي: هيجنا أرنبًا من محلها وأثرناها وحركناها من مأواها؛ لنأخذها (فسعوا) أي: فسعى القوم من الصحابة وجروا (عليها) أي: خلفها؛ ليأخذوها (فلغبوا) - بفتح اللام والغين المعجمة - وكسر الغين لغة ضعيفة؛ أي: عجزوا وتعبوا عن إدراكها وأعيوا أشد الإعياء (فسعيت) أنا؛ أي: جريت وعدوت وراءها (حتى أدركتها) ولحقتها (فبعث) أي: بعثني أبو طلحة (بعجزها) وهو أصل الورك (ووركها) والورك: أصل الفخذ؛ والفخذ: ما بين الورك إلى الركبة، وقيل: العجز والورك مرادفان.
قوله:(فقبلها) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: قبل الهدية، والقبول دليل الحل. انتهى من "سندي" بزيادة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الهبة، باب قبول هدية الصيد، ومسلم في كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة الأرنب، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل الأرنب، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.