(وأطعموا الطعام) للمحاويج (وصلوا الأرحام) أي: صلوا ذوي الأرحام منكم بالهدايا والعطايا والزيارة (وصلوا) صلاة النوافل (بالليل) أي: في جوف الليل (والناس) أي: والحال أن الناس (نيام) أي: نائمون أو غافلون عن الصلاة، إن فعلتم ذلك المذكور لكم .. (تدخلوا الجنة بسلام) في الآخرة، أي: مع سلام من أهوال يوم القيامة، أو يسلم عليكم الملائكة.
قال النووي: وفي الحديث حث على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف، والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وبإفشائه يحصل ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين.
وقد ذكر البخاري في "صحيحه" رحمه الله تعالى عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: ثلاث من جمعهن .. فقد جمع الإيمان:
١ - الإنصاف من نفسك.
٢ - وبَذْلُكَ السلامَ للعالَم.
٣ - والإنفاق من الإقتار.
وروى غير البخاري هذا الكلام مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه الثلاثة المذكورة من (السلام على العالم)، (والسلام على من عرفت ومن لم تعرف)، (وإفشاء السلام) كلها بمعنىً واحد.
وفيها لطيفة أخرى؛ وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة، وأن سلامه لله؛ لا يتبع فيه هواه، ولا يخص