ولفظ:(قط) - بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة - معناه: ظرف مستغرق لما مضى من الزمان ملازم للنفي.
قوله:(ما عاب طعامًا) أي: إن كان حلالًا، أما الحرام .. فكان يعيبه ويذمه وينهى عنه؛ لحرمته.
(إن رضيه) إن رضي ذلك الطعام وأحبه واشتهاه .. (أكله، وإلا) أي: وإن لم يرضه؛ بأن لم يوافق طبيعته .. (تركه) أي: ترك أكله وأعرض عنه؛ كما في الضب.
قال النووي: هذا من آداب الطعام المتأكدة؛ وتعييب الطعام: كقوله: هذا مالح، قليل الملح، حامض، رقيق، غليظ، غير ناضج، وغير ذلك.
وأما حديث ترك الضب .. فليس هو من عيب الطعام، إنما هو إخبار بأن هذا الطعام الحاضر لا أشتهيه. انتهى منه.
وذكر القاضي عياض: أن عدم العيب من آداب الطعام، وأنت تعرف أن ترك الأدب مكروه، وقد يحرم العيب إذا جعل متعلقه الخلقة.
وعيب الطعام: هو أن يفوت بعض مستحسناته الموجودة في غيره، وهو أعم من أن يكون من صنعة أو غير ذلك. انتهى "أبي".
قال العيني: قوله: (ما عاب طعامًا) أي: من الأطعمة المباحة، وأما الطعام الحرام .. فكان يذمه ويمنع تناوله وينهى عنه؛ كما مر آنفًا. انتهى.
وفصل بعضهم في ذلك؛ فقال: إن كان العيب من جهة الخلقة .. كره، وإن كان من جهة الصنعة .. لم يكره، لكن قال الحافظ في "الفتح"(٩/ ٥٤٨): والذي يظهر: التعميم؛ فإن فيه كسر قلب الصانع.
قال القرطبي: قوله: (ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط)