هذا من أحسن آداب الطعام وأهمها؛ وذلك أن الأطعمة كلها نعم الله تعالى، وعيب شيء من نعم الله تعالى مخالف للشكر الذي أمر الله تعالى به عليها، وعلى هذا؛ فمن استطاب طعامًا .. فليأكل ويشكر الله تعالى عليه، إذا مكنه منه وأوصل منفعته إليه، وإن كرهه .. فليتركه، وشكر الله تعالى؛ إذ مكنه منه وأعفاه عنه، ثم قد يستطيبه أو يحتاج إليه في وقت فيأكله، فتتم عليه النعمة، ويسلم مما يناقض الشكر. انتهى من "المفهم".
قال ابن بطال: هذا من حسن الأدب؛ لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في كتاب الأطعمة، باب لا يعيب الطعام، وأبو داوود في كتاب الأطعمة، باب في كراهية ذم الطعام، والترمذي في كتاب البر والصلة.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(٥٩) - ٣٢٠٤ - (م)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (٢٣٥ هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (١٩٥ هـ). يروي عنه:(ع).