متحد جنسًا ونوعًا وصفة، وهذا موضع الترجمة من الحديث، يشهد له حديث عمر بن أبي سلمة.
قال عكراش:(ثم أتينا) بالبناء للمفعول؛ أي: أتانا آت من المحسنين معاشر الحاضرين عند الرسول صلى الله عليه وسلم (بطبق) آخر؛ أي: غير الأول (فيه) أي: في ذلك الطبق الثاني (ألوان) مختلفة (من) ألوان (الرطب) من الأبيض والأسود والأحمر والأصفر.
قال عكراش:(فجالت) أي: دارت وتجولت وتناقلت (يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في) نواحي هذا (الطبق) الثاني؛ لاختلاف ألوان الرطب (وقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عكراش؛ كل من) طعام هذا الطبق الثاني (حيث شئت) أي: من أي موضع شئت من نواحيه (فإنه) أي: فإن طعام هذا الطبق الثاني مختلف الألوان (غير لون واحد) أي: غير متحد اللون؛ لأن فيه رطبًا أصفر وأسود وأحمر وأبيض، فكل الذي شئت من كل الجوانب.
ولفظ حديث عمر بن أبي سلمة الذي أخرجه الشيخان وأصحاب السنن:(يا غلام؛ سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) أي: من الطعام الذي في الجانب الذي يليك من الصحفة، ولا تأكل من جانب غيرك.
قال النووي: لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءة؛ فقد يتقذره صاحبه، لا سيما في الأمراق وشبهها؛ فإن كان تمرًا أو أجناسًا .. فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه، والذي ينبغي تعميم النهي؛ حملًا للنهي على عمومه في هذا الحديث حتى يثبت دليل مخصص.