تحقير وإهانة (من) أجل (أخذك اللقمة) من الأرض وأكلها (و) الحال أنه (بين يديك) وقدامك (هذا الطعام) الكثير.
فـ (قال) لهم معقل: والله؛ (إني لم أكن لأدع) وأترك العمل بـ (ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم) من الحديث الشريف (لـ) أجل مخافة (هذه) الإهانة والإشارة الواقعة من هؤلاء (الأعاجم) والجهلاء للسنة؛ (إنا) معاشر الصحابة (كنا نأمر أحدنا إذا سقطت لقمته) على الأرض (أن يأخذها) أي: أن يأخذ تلك اللقمة من الأرض (فيميط) - بضم الياء - من الإماطة بمعنى: الإزالة؛ أي: فيزيل عنها (ما كان) ووجد (فيها) أي: في تلك اللقمة (من أذىً) ووسخ (ويأكلها ولا يدعها) أي: ولا يترك تلك اللقمة (للشيطان).
فهذا الحديث وإن كان سنده منقطعًا ومتنه موقوفًا .. فله شاهد في "صحيح مسلم" وغيره من الحديث الموصول المرفوع، من حديث جابر وأنس، ولفظه في "صحيح مسلم" من حديث جابر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقعت لقمة أحدكم .. فليأخذها) أي: فليأخذ تلك اللقمة الساقطة ندبًا (فليمط) أي: فليزل عنها؛ أمر من الإماطة؛ بمعنى: الإزالة (ما كان) وأصاب (بها) أي: بتلك اللقمة (من الأذى) والوسخ والقذر غير نجس.
والمراد بالأذى هنا: المستقذر من غبار وتراب وقذىً ونحو ذلك. انتهى "نووي". والظاهر: أن المراد بالأذى مثل التراب ونحوه مما هو طاهر يمكن إزالته.