أما إذا اختلطت اللقمة بما هو نجس ولا يمكن إزالته عنها، أو كان مضرًا .. فالظاهر أن الحكم لا يتعلق به، وحينئذٍ يأخذه ويطعمه الحيوان؛ كالهرة والشاة مثلًا، والله أعلم.
(وليأكلها ولا يدعها) أي: لا يتركها (للشيطان) إنما صار تركها للشيطان؛ لأن فيه إضاعة نعمة الله تعالى واستحقارها، أو لأن المانع عن تناول تلك اللقمة هو الكبر غالبًا، وكلاهما منهيان عنه. انتهى من "المبارق".
وفي "السنوسي": معناه: لا يترك أكلها كبرًا واستهانةً للقمة؛ فإن الذي يحمله على الكبر وترفيع نفسه الشيطان، ويحتمل أن يكون في تركها غذاء للشيطان، والأول أوجه، قال الأبي: فاللام على الأول للتعليل، وعلى الثاني للملك. انتهى.
فهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح بغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث جابر وأنس المرفوع الموصول أخرجه مسلم وابن ماجه بعد هذا الحديث، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث: صحيح المتن بغيره وإن كان موقوفًا، ضعيف السند؛ لانقطاعه؛ كما ذكرناه آنفًا.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث معقل بن يسار بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٧٨) - ٣٢٢٣ - (٢)(حدثنا علي بن المنذر) الطريقي الكوفي، صدوق يتشيع، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (٢٥٦ هـ). يروي عنه:(ت س ق).