(عن أبي موسى) عبد الله بن قيس (الأشعري) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كمل) - بتثليث الميم - قال في "القاموس": كمل كنصر وكرم وعلم كمالًا وكمولًا. انتهى.
أي: صار كاملًا، أو بلغ مبلغ الكمال (من الرجال كثير) أي: كثيرون من أفراد هذا الجنس حتى صاروا رسلًا وأنبياء وخلفاء وعلماء وأولياء (ولم يكمل) أي: لم يبلغ درجة الكمال (من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون) اللعين، أي: زوجته، ليس المراد به الحصر في المذكور، بل المراد: بيان القلة وما ذكره .. فهو مذكور على سبيل التمثيل؛ فلا اعتراض بفاطمة وخديجة الكبرى؛ والمعنى: ولم يكمل من النساء إلا قليل منهن، ولما كان ذلك القليل محصورًا فيهما باعتبار الأمم السابقة نص عليهما، بخلاف الكمل من الرجال؛ فإنه يبعد تعدادهم واستقصاؤهم بطريق الانحصار، سواء أريد بالكمل الأنبياء أو الأولياء.
(وإن فضل عائشة على) سائر (النساء) أي: نساء هذه الأمة ببعض الوجوه؛ كحسن الخلق وفصاحة اللسان ورزانة الرأي، لا في كل الوجوه، فخرجت فاطمة وخديجة (كفضل الثريد على سائر الطعام) أي: باقيه؛ أي:(كفضل الثريد) في بعض الوجوه (على سائر الطعام) فإنه أفضل طعام العرب؛ لأنه مع اللحم جامع بين اللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ، ولهذا ذكر فضل عائشة بكلام مستقل، ولم يعطف عائشة على السابقتين. انتهى "سندي".