قال: وهذا لا حجة فيه؛ فإن أَحدًا لم يَدَّعِ فيهن الرسالةَ، وإنما الكلامُ في النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك.
قال: وقد قال الله تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء بعدها: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}(١)، فدخلت في عمومه، والله تعالى أعلم.
قال القرطبي: والصحيح أن مريم نبِية؛ لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك، وأما آسية .. فلم يرد ما يدل على نبوتها، كذا في "الفتح". انتهى من "التحفة".
قوله:"وفضل عائشة على النساء" أي: على جنسهن من نساء الدنيا جميعهن، أو على نساء الجنة، أو على نساء زمانها، أو على نساء هذه الأمة "كفضل الثريد على سائر الطعام" قال الحافظ: ليس فيه تصريح بأفضلية عائشة رضي الله تعالى عنها على غيرها؛ لأن فضل الثريد على غيره من الطعام، إنما هو لما فيه من تيسير المؤنة وسهولة الإساغة، وكان أجل أطعمتهم يومئذ، وكل هذه الخصال لا تستلزم ثبوت الأفضلية له من كل جهة؛ فقد يكون مفضولًا بالنسبة لغيره من جهات أخرى، وسيأتي بقية الكلام في هذا في فضل عائشة من أبواب المناقب. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، وفي كتاب الأطعمة، باب الثريد وفي مواضع أخر، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين،