للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ، قَالَ: "فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ .. يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ".

===

(عن جده وحشي) بن حرب الحبشي الحمصي، يكنى أبا دسمة - بفتح المهملتين والميم - الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، نزل حمص، ومات بها. يروي عنه: (خ د ق).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه وحشي بن حرب بن وحشي، وهو مستور، وفيه حرب بن وحشي، وهو مقبول.

(أنهم) أي: أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم (قالوا) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ إنا نأكل) الطعام (ولا نشبع) بأكله، فما شأننا؟ والشبع: نقيض الجوع، وبابه سَمِعَ يَسْمَعُ.

(قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلعلكم تأكلون متفرقين) حال الأكل؛ بأن كان كل واحد من أهل البيت يأكل وحده؟ (قالوا: نعم) نأكل متفرقين.

(قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاجتمعوا على طعامكم) إذا أردتم الأكل (واذكروا اسم الله عليه) أي: على طعامكم .. (يبارك لكم) أي: تنزل البركات من عند الله تعالى (فيه) أي: في طعامكم؛ فَبِالاجتماعِ تَنزِلُ البركاتُ في الأقوات، وبذكر الله تعالى يمتنع الشيطان عن الوصول إلى الطعام؛ أي: واذكروا اسم الله عليه في ابتداء أكلكم؛ فقد روى أبو يعلى في "مسنده" وابن حبان والبيهقي والضياء عن جابر مرفوعًا: "أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي"، وروى الطبري عن ابن عمر موقوفًا: (طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا).

<<  <  ج: ص:  >  >>