عادتهم الاجتماع على الأكل، أو لأنها كانت تعد لوضع الأشياء التي تعين على الهضم، ولم يكونوا غالبًا يشبعون، فلم يكن لهم حاجة بالهضم. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
(قال) يونس الإسكاف، فقلت لقتادة:(فعلَامَ) أَيْ: فَعَلى أَيِّ: شيء (كانوا) أي: كانت الصحابة (يأكلون) عليه؟ (قال) قتادة: كانوا يأكلون (على السفر) - بضم ففتح - جمع سفرة؛ نظير غرف وغرفة.
وفي "النهاية": السفرة: الطعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحْمَل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد، وسمي به؛ كما سميت المزادة راويةً، وغير ذلك من الأسماء المنقولة. انتهى.
ثم اشتهرت لما يوضع عليه الطعام، جلدًا كان أو غيره ما عدا المائدة؛ لما مر من أنه شعار المتكبرين غالبًا. انتهى "تحفة الأحوذي".
قوله:(فعلام كانوا) - بميم مفردة عن الألف - أي: فعلى أي شيء؟
واعلم: أن حرف الجر إذا دخل على ما الاستفهامية .. حذف ألف ما الاستفهامية؛ فرقًا بينهما وبين ما الموصولة؛ لكثرة الاستعمال، لكن قد ترد في الاستعمالات القليلة على الأصل؛ نحو قول حسان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه:
(على ما قال يشتمني لئيم)
ثم اعلم: إذا اتصل الجار بما الاستفهامية المحذوفة الألف؛ نحو: حتام وعلام .. كتب معها بالألف؛ لشدة الاتصال بالحروف. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة، والترمذي في كتاب الأطعمة،