للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ .. فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".

===

(و) الحال أنه (في يده ريح غمر) وهو من إضافة المسمى إلى الاسم؛ وهو الدسم والزهومة من اللحم؛ كما مر (فلم يغسل يده) من تلك الرائحة (فأصابه شيء) من مسيس الجن أو الشيطان .. (فلا يلومن) أي: لا يعاتبن فيما أصابه (إلا نفسه) لأنه قصر في حفظها بترك غسل يده.

قوله: "فأصابه شيء" أي: وصله شيء من إيذاء الهوام، قيل: أو من الجان؛ لأن الهوام وذوات السموم ربما تقصده في المنام؛ لرائحة الطعام في يده فتؤذيه.

وقيل: أو شيء من البرص ونحوه؛ لأن اليد حينئذ إذا وصلت إلى شيء من بدنه بعد عرقه، فربما أورث ذلك. انتهى من "العون".

قال السندي: وللبزار: (فأصابه خبل) وفي "الزوائد": (فأصابه لمم) وهو لمس من الجنون، وفي رواية: فأصابه (وضح) وهو البرص.

وقال الطيبي وغيره: فأصابه إيذاء الهوام؛ وذلك لأن ذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه.

قلت: وهذا لا يناسب التفسير المروي - كما رأيت - وكذا لا يناسب أول الحديث، فروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان حساس) - بحاء مهملة وسين مهملة مشددة - أي: شديد الحس والإدراك (لحاس) - بتشديد الحاء المهملة - أي: يلحس بلسانه اليد المتلوثة من الطعام (فاحذروه على أنفسكم) أي: خافوه عليها، فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام (ومن بات، وفي يده ريح غمر) - بفتحتين - أي: دسم ووسخ وزهومة من اللحم، والجملة حالية (فأصابه شيء) معطوف على (بات) .. (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه مقصر في حق نفسه.

وفي رواية أبي داوود: (من نام وفي يده غمر) زاد أبو داوود: (ولم يغسله).

<<  <  ج: ص:  >  >>