(قال) أنس: (ما رفع من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ومن قدامه بعد الأكل (فضل شواء) أي: لحم مشوي فاضل عن أكله (قط) أي: فِيمَا مضَى من عمره؛ أي: لقلة ما يحضر عنده، وهذا كناية عن عدم أكله للشواء، فلا يعارض الحديث المذكور قبله، أو لقلة حضور الشواء في حضرته، وقلة الحضور لا ينفي أكله الشواء (ولا حملت معه طنفسة صلى الله عليه وسلم) ليجلس عليها؛ والطنفسة - بكسر الطاء والفاء بينهما نون ساكنة مع فتح السين المهملة -: وهو البساط له خمل دقيق؛ كسجادة هذا العصر.
والمقصود: أنه لم يكن حاله كحال أهل الدنيا من التبسط في الدنيا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده ضعيفًا، فهو صحيح المتن، ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أنس الأول بحديث عبد الله بن الحارث رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١١٠) - ٣٢٥٥ - (٣)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران التجيبي المصري صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (٢٤٤ هـ). يروي عنه:(م س ق).
(حدثنا يحيى) بن عبد الله (بن بكير) المخزومي مولاهم المصري، وقد