للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ".

===

(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام) وحسن، والمخصوص بالمدح (الخل) والإدام - بكسر الهمزة - يجمع على أدم - بضمتين - نظير كتاب وكتب، وإهاب وأهب: هو ما يؤتدم به من الأبازير والمرق واللحم، يقال: أدم الخبز يأدمه - بكسر الدال - من باب ضرب؛ أي: صبغه أو خلطه بما يؤكل به، والأدم - بضم الهمزة وإسكان الدال - مفرد كإدام، وقال في "النهاية": الإدام بالكسر والأدم بالضم: ما يؤكل مع الخبز أيَّ شيءٍ كان. انتهى.

وفي الحديث: مدح الخل، وأنه من أفضل أنواع الإدام.

وذهب الخطابي والقاضي عياض إلى أن المقصود من هذا الحديث: الحث على الاقتصار في المآكل على أيسر أنواعها وأخفها مؤونة، ومنع النفس من ملاذ الأطعمة.

فمعنى الحديث: ائتدموا بالخل وما في معناه مما تخف مؤنته، ولا يعز وجوده، ولا تتأنقوا في الشهوات؛ فإنها مفسدة للدين، ومسقمة للأبدان، ولكن تعقبهما النووي بأن مقصود الحديث: مدح الخل نفسه، ولذلك قال جابر: (فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم) فهو كقول أنس: (ما زلت أحب الدباء)، وتأويل راوي الحديث أولى بالقبول من تأويل غيره.

ثم قال: والصواب الذي ينبغي أن يجزُم به: أنه مدح للخل نفسه، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات .. فمعلوم من قواعد أخر. انتهى.

قال القرطبي: الإدام - بوزن كتاب -: كل ما يؤتدم به؛ أي: يؤكل به الخبز مما يصيبه، سواء كان مما يصطبغ به؛ كالأمراق والماىعات، أو مما لا يصطبغ به؛ كالجامدات من اللحم والبيض والجبن والزيتون، وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>