وشذ أبو حنيفة وصاحبه أبو يوسف، فقالا: في البيض واللحم المشوي وشبه ذلك مما لا يصطبغ به ليس شيء من ذلك بإدام، وينبني على هذا الخلاف الخلاف فيمن حلف على ألا يأكل إدامًا، فأكل شيئًا من هذه الجامدات، فحنثه الجمهور، ولم يحنثه أبو حنيفة ولا صاحبه، والصحيح هو ما ذهب إليه الجمهور؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم وقد وضع تمرة على كسرة وقال:"هذه إدام هذه" رواه أبو داوود رقم (٣٢٥٩)، وبدليل قوله أيضًا وقد سىل عن إدام أهل الجنة أول ما يدخلونها، فقال:"زيادة كبد الحوت" رواه أحمد والبخاري. انتهى منه.
وقوله:"نِعْمَ الإدام الخل" فيه فضيلة الخل، وأنه يسمى أدمًا، وأنه أدم فاضل جيد. انتهى "تحفة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الخل.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من طريق سليمان بن بلال.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث جابر رضي الله عنهما، فقال:
(١١٦) - ٣٢٦١ - (٢)(حدثنا جبارة بن المغلس) الحماني الكوفي، ضعيف، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (٢٤١ هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا قيس بن الربيع) الأسدي الكوفي، صدوق تغير لما كبر، من