وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل) من عطف الخاص على العام؛ إظهارًا لمزيته وشرفه.
قال النووي: قال العلماء: المراد بالحلواء هنا: كل شيء حلو، وذكر العسل بعدها؛ تنبيهًا على شرفه ومزيته، وهو من باب ذكر الخاص بعد العام؛ اهتمامًا بشأنه. انتهى.
قال ابن بطال: الحلوى والعسل من جملة الطيبات المذكورة في قوله تعالى: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}(١).
وفيه: تقوية لقول من قال: المراد بها: المستلذات من المباحات، ودخل في معنى هذا الحديث كل ما يشابه الحلوى والعسل من أنواع المآكل اللذيذة.
وقال الخطابي - وتبعه ابن التين -: لم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لها على معنى كثرة التشهي لها، وشدة نزاع النفس إليها، وإنما كان ينال منها إذا أحضرت إليه نيلًا صالحًا، فيعلم بذلك أنها تعجبه. انتهى.
قوله:(الحلواء) بالمد، ويجوز قصره.
قال القسطلاني: وفي "فقه اللغة " للثعالبي: إن حلوى النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يحبها هي المجيع - بالجيم - بوزن عظيم؛ وهو تمر يُعجن باللبن، فإن صح هذا، وإلا .. فلفظ (الحلوى) يعم كل ما فيه حلو.
وذكر العسل بعدها؛ للتنبيه على شرفه ومزيته، وهو من عطف الخاص على العام، وفي "القسطلاني": وليس هذا كذلك؛ أي: من عطف الخاص على