للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ.

===

(عن عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب الهاشمي، كان يسمى بحر الجود، ولد بأرض الحبشة، وله صحبة، مات سنة ثمانين (٨٠ هـ)، وهو ابن ثمانين رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة " لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله بن جعفر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب) والقثاء - بكسر القاف وضمها والكسر أشهر - بوزن فعال، وهمزته أصلية.

قال الفيومي: وهو اسم لما يسميه الناس الخيار والعجور والفقوس، الواحدة قثاءة؛ أي: يأكله (بالرطب) وعلله بعضهم: بأن برودة القثاء تطفئ حرارة الرطب، وفي الحديث: "أكسر حر هذا ببرد هذا " رواه أبو داوود (٣٨٢٦).

وفيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (كان يأكل البطيخ بالرطب)، وأخرج النسائي عن عائشة قالت: (لما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عالجوني بغير شيء، فأطعموني القثاء بالتمر، فسمنت كأحسن الشحم)، ذكره الحافظ في "الفتح " (٩/ ٥٧٣).

وفي الحديث: جواز الجمع بين النوعين من الطعام، وجواز التوسع في المطاعم، وفيه دليل على جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها، واستعمالها على الوجه الأليق بها؛ كما يقوله الأطباء.

وقد أورد الحافظ هنا عدة أحاديث جمع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنواعًا من المطعومات، ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك، وما نقل عن السلف من خلاف ذلك .. فمحمول على الامتناع من اعتياد التوسع

<<  <  ج: ص:  >  >>