للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ الْعَشَاءَ، وَكَانَ عَامَّةَ خُبْزِهِمْ خُبْزُ الشَّعِيرِ.

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات كلهم، وأما هلال بن خباب .. فقد قال فيه عبد الله بن أحمد عن أبيه: شيخ ثقة، وقال ابن أبي خيثمة وغيره عن ابن معين: ثقة، ووثقه سفيان، وقال يحيى بن سعيد القطان: أتيت هلال بن خباب، وكان قد تغير قبل موته، وقال إبراهيم بن الجنيد: سألت ابن معين عن هلال بن خباب، وقلت له: إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط، فقال يحيى: لا، ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: فهل هو ثقة أم لا؟ قال يحيى: هو ثقة مأمون، وذكره ابن حبان في "الثقات". انتهى من "التهذيب" بتصرف.

(قال) ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة) أي: المتوالية (طاويًا) أي: خالي البطن جائعًا.

قال في "النهاية": طوى من الجوع يطوي طوىً فهو طاوٍ؛ أي: خالي البطن جائع لم يأكل. انتهى.

قوله: (وأهله) بالرفع؛ معطوف على الضمير المستكن في طاويًا؛ أي: طاويًا هو وأهله بطونهم من الجوع، حالة كونهم (لا يجدون العَشَاء) - بالفتح - هو الطعام الذي يؤكل عند العِشَاء - بالكسر - وهو أول الظلام، أو من المغرب إلى العتمة، أو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر.

(وكان عامة) وأكثر (خبزهم) بنصب عامة على أنه خبر كان مقدم على اسمها (خبز الشعير) بالرفع؛ اسم كان مؤخر.

وفي رواية الترمذي: (وكان أكثر خبزهم) أي: خبز النبي صلى الله عليه وسلم وأهله (خبز الشعير)، فكانوا يأكلونه من غير نخيل. انتهى من "تحفة الأحوذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>