تعالى أي: وصفه بكمالاته (وأثنى) عمر (عليه) تعالى؛ أي: نزهه عن جميع النقائص (ثم) بعد حمد الله وثنائه (قال) عمر: (يا أيها الناس؛ إنكم تأكلون شجرتين) أي: بقلتين (لا أراهما) أي: لا أرى ولا أظن تلكما الشجرتين (إلا خبيثتين) أي: إلا منتنتين؛ هما:(هذا الثوم وهذا البصل) اللتان تنتفعون بهما في الإدام وفي الزكام.
ثم قال عمر:(و) الله (لقد كنت أرى الرجل) من المسلمين (على عهد) وزمان (رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه) أي: ريح واحد من هاتين الشجرتين (منه) أي: من ذلك الرجل (فيؤخذ بيده) الجار والمجرور في محل الرفع نائب فاعل، أو الباء زائدة؛ أي: يأخذ الآخذ منا يده (حتى يخرج به) أي: بذلك الآكل من المسجد (إلى البقيع) أي: إلى جهة البقيع؛ لئلا يؤذي الناس برائحتهما.
والبقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي.
وقوله:(حتى يخرج به) على صيغة المجهول؛ أي: تأديبًا له على ما فعل من الدخول في المسجد مع هذه الرائحة الكريهة، ولعل في الإخراج إلى البقيع تنبيهًا على أنه لا ينبغي له صحبة الأحياء، بل ينبغي له صحبة الأموات الذين لا يتأذون بمثل رائحته، أو للإشارة إلى أنه التحق بالأموات الذين لا يذكرون الله ولا يصلون؛ حيث تسبب لمنع نفسه من المساجد، ويحتمل أنهم وضعوه تلك الجهة؛ للتعزير. انتهى "سندي".