يفتح بابا مغلقًا؛ لأن الاحتراز عن مخالطة الشيطان مندوب إليه وإن كان تحته مصالح دنيوية؛ كالحراسة، وكذا إيكاء السقاء وتخمير الإناء، والله أعلم.
قال القرطبي: ومع هذه كلها لا بد من ذكر الله تعالى؛ كما جاء في الحديث الآخر الذي رواه مسلم بعد هذا الحديث، فيذكر الله تعالى، وببركة اسمه تندفع المفاسد، ويحصل تمام المصالح، فمطلق هذه الكلمات مردود إلى مقيدها. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم .. فليغمسه؛ فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواءً، وخمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، ومسلم في كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء وإغلاق الأبواب وذكر اسم الله عليها، وإطفاء للسراج والنار عند النوم، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب، وأبو داوود في كتاب الأشربة، باب في إيكاء الآنية، والترمذي في كتاب الأدب باب رقم (٧٤)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
فدرجته: أنه صحيح؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله تعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بن عبد الله بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٤١) - ٣٣٥٥ - (٢)(حدثنا عبد الحميد بن بيان) بن زكريا (الواسطي) أبو الحسن السكري، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (٢٤٤ هـ). يروي عنه:(م د ق).