فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: (هي) أي: رد ما ذكر ما تخافون عنكم عند حصولها (من قدر الله) وقضائه؛ يعني: أنه تعالى قدر الأسباب التي هي التداوي والرقى والتقى والمسببات التي هي الشفاء والحفظ والسلامة، وربط حصول المسببات التي هي الشفاء وما بعده؛ أي: علق حصولها بحصول الأسباب التي هي التداوي والاسترقاء، فحصول المسببات التي هي الشفاء وما بعده عند حصول الأسباب التي هي التداوي من قدر الله تعالى؛ أي: فحصول المسببات عند حصول الأسباب نفس ما قدره ويقضيه؛ فهي ترد عنكم ما تخافون.
وقوله:(ورقىً) - بضم الراء والقصر - جمع رقية؛ وهي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء.
وقوله:(وتقىً) بوزن رقىً، جمع تقاة، وأصلها: وقاة، قلبت الواو تاء فصار تقاة؛ لأنه من وقى يقي وقاية؛ وهي ما يلجأ إليه الناس عند الخوف من الأعداء؛ كالسلاح والحصون والكهوف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى والأدوية، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن، ولا يعارض هذا الحديث ما رواه الترمذي في كتاب القدر، باب لا ترُدُّ الرُّقى والدواءُ من قدر الله شيئًا؛ لأن في إسناده صالح بن أبي الأخضر، وهو مختلف فيه.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أسامة بن شريك.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أسامة بن شريك بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال: