وصفه ابن أبي عتيق له، ثم استدل ابن أبي عتيق على ما وصفه لغالب بقوله:(فإن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (حدثتهم) أي: حدثت للناس الحاضرين عندها، وفي رواية البخاري:(حدثتني) بالإفراد.
فهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنها) أي: أن عائشة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء) أي: دواء (من كل داء) أي: من كل مرض ومزيلة له بإذن الله تعالى؛ أي: من كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة (إلا أن يكون) ويقدر من ذلك الداء (السام) أي: الموت فحينئذٍ لا شفاء لذلك المريض ولا دواء، أما الأمراض الحارة اليابسة؛ كالرمد .. فلا تنفع فيها.
قال خالد بن سعد الراوي عن ابن أبي عتيق عن عائشة:(قلت) لابن أبي عتيق: (وما السام؟ ) أي: وما حقيقة السام؟
(قال) لي عبد الله بن محمد بن أبي عتيق في جواب سؤالي: السام هو (الموت) قال في "الفتح": لم أعرف السائل ولا القائل، وأظن السائل أنه خالد بن سعد، والمجيب أنه ابن أبي عتيق الراوي عن عائشة.
فقد تحصل مما ذكر في هذا السند أن منصور بن المعتمر عن خالد بن سعد الكوفي مولى أبي مسعود البدري الأنصاري - من الثالثة - عن عبد الله بن محمد أبي عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبو بكر هو المعروف بابن أبي عتيق، وعبد الله بن محمد أبي عتيق هذا صدوق فيه مِزَاح - من الثالثة - هو الذي روى عن عائشة رضي الله تعالى عنها، يروي عنه:(خ م س ق)، وأما