للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الْكَمْأَةَ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ الْعَيْنِ.

===

العدوي أبا الأعور أحد العشرة المبشرة رضي الله تعالى عنهم، مات سنة خمسين (٥٠ هـ) أو بعدها بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أن الكمأة) نوع (من المن الذي أنزلـ) ـه (الله) عز وجل (على بني إسرائيل، وماؤها شفاء) أي: دواء لرمد (العين) ووجعها إذا قطر فيها.

قوله: (أن الكمأة من المن) - بفتح الكاف وسكون الميم - وجمعه كمًا؛ نظير شجرة، وعكس ابن الأعرابي، فقال: الكمأ: مفرد، والكمأة جمع، على خلاف القياس، وقيل: قد تطلق الكمأة على الواحد وعلى الجمع، وقد جمعوها على أكمؤٍ؛ كفلس وأفلس؛ كما قال الشاعر:

(ولقد جنيتك أكمؤًا وعساقلًا ... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر)

وهي: نبات لا ورق لها ولا ساق، توجد في أرض النجد غالبًا وقت الربيع والخريف، اسمها في الأرميا: (القندالى).

والعساقل: الكبار البيض التي يقال لها: شحمة الأرض في الأرميا: (حَنْغُدَى) وهي تؤكل بعد القلي بالملح.

وبنات الأوبر: صغارها مرة، وهي سَامَّة لَا تُؤكل.

وقوله: (من المن) و (من) هنا بمعنى: الكاف التشبيهية.

والمعنى: الكمأة كالمن الذي أنزل الله على بني إسرائيل؛ بمعنى أنها تشبهه من حيث إن الكمأة تطلع بقدرة الله تعالى بلا كسب يتعلق بها؛ أي: من غير

<<  <  ج: ص:  >  >>