فقال:"إن الكمأة ليست من جدري الأرض، إلا إن الكمأة من المن". ذكره الحافظ في "فتح الباري"(١/ ١٦٣ و ١٦٤).
وأخرج الترمذي:(٢٠٦٨) عن أبي هريرة: أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إن الكمأة جدري الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الكمأة من المن". انتهى من "الكوكب".
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وقد رأيت وغيري في زمننا من كان عمي وذهب بصره حقيقةً، فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا، فشفي وعاد إليه بصره؛ وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الله الدمشقي، صاحب صلاح ورواية للحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به، والله أعلم. انتهى "نووي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التفسير، باب {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}(١)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب فضل الكمأة ومداواة العين، والترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الكمأة والعجوة، والدارمي في كتاب الرقاق، وأحمد في "المسند" والنسائي في "الكبرى".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد وجابر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال: