المشركون؛ ليقع فيها المسلمون وهم لا يشعرون، فأخذه علي بن أبي طالب بيده ورفعه حتى استوى قائمًا.
وكان الذي كسر رباعيته وجرح شفته عتبة بن أبي وقاص، وكان سعد بن أبي وقاص أخوه يقول: ما حرصت على قتل رجل قط حرصي على قتل عتبة بن أبي وقاص، وإن كان فيما علمت سيئ الخلق منقصًا في قومه، ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله".
وكان الذي شجه في وجهه عبد الله بن شهاب الزهري، جد محمد بن شهاب شيخ مالك؛ أي: أبا أبيه.
وكان الذي شجه في وَجْنَتِه حتى دخلت فيه حلقتان من حِلق المغفر: ابنُ قمئة، فأتى قريشًا فأخبرهم أنه قتل محمدًا، ونزع أبو عبيدة بن الجراح إحدى الحلقتين من وجنته، فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخري، فسقطت ثنيته الأخري، فكان ساقط الثنيتين. انتهى من "الأبي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب حرق الحصير ليسد به الدم، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث سهل بن سعد الساعدي بأثر آخر له رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٩٥) - ٣٤٠٩ - (٢)(حدثنا عبد الرَّحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني